آخر الأحداث والمستجدات
إدانة متهم بمحاولة القتل بمكناس بأربع سنوات سجنا
أدانت غرفة الجنايات الابتدائية بمحكمة الاستئناف بمكناس، أخيرا، المتهم (ف.م) بأربع سنوات حبسا نافذا، بعد إعادة تكييف الفعل المرتكب إلى الضرب والجرح بالسلاح، بدلا من جناية محاولة القتل العمد مع سبق الإصرار، التي تابعته من أجلها غرفة التحقيق بالمحكمة عينها. وقضت المحكمة بأدائه لفائدة المطالب بالحق المدني (ز.و) تعويضا قدره 60 ألف درهم، مع الصائر والإجبار في الأدنى.
ويستفاد من محضر الضابطة القضائية، المنجز من قبل شرطة مكناس، أن مصالح الأخيرة أشعرت بنقل شخص في حالة غيبوبة إلى المستشفى الإقليمي محمد الخامس بمكناس، ويتعلق الأمر بالمسمى (ز.و)، الذي وقع ضحية اعتداء جسدي بينما كان رفقة زميله (س.ب)، فضلا عن تعرض الأخير لاعتداء بالضرب والجرح في يده، وذلك من طرف المتهم (ف.م)، الذي توارى عن الأنظار مباشرة بعد علمه بوجود الأول في وضع صحي حرج، نتيجة تلقيه لطعنتين قويتين بواسطة السلاح جهة القلب والظهر، الأمر الذي تطلب إخضاعه لعملية جراحية مستعجلة، قبل أن يوضع بقسم العناية المركزة الذي مكث فيه 15 يوما بالتمام والكمال. وبعد تماثله للشفاء أدلى بشهادة طبية أولى بلغت مدة العجز المؤقت بها 50 يوما، ليدلي بعدها بشهادتين طبيتين، وصلت مدتا العجز فيهما تباعا 40 يوما و36 يوما. وظل المتهم في حالة فرار، إذ نشرت في حقه مذكرة بحث على الصعيد الوطني، قبل أن تتمكن عناصر الدائرة الأولى لشرطة مكناس من إيقافه.
وبالاستماع إليه تمهيديا في محضر قانوني، أفاد المتهم، من مواليد 1977 بسيدي قاسم، أنه يعرف المشتكي (ز.و) جيدا بحكم تردد الأخير بين الحين والآخر على حي مرجان إما بغرض زيارة بيت عمه أو بغية ملاقاة خطيبته (ن.ع). وعن المنسوب إليه اعترف بلكمه الضحية فقط، نافيا أن يكون استعمل السلاح الأبيض في الاعتداء عليه، موضحا أنه بعدما تناهى إلى علمه وضع المعني بالأمر تحت العناية الطبية غادر صوب مولاي بوسلهام ومنها إلى العرائش، التي بقي فيها لأزيد من شهرين، حسب تصريحه. وأضاف أن الشجار مع الضحية مرده إلى امتناع أحد مرافقيه عن تمكينه من ثمن سيجارة اقتناها منه، لأنه صاحب عربة مجرورة يوظفها في عرض الحلوى والسجائر بالتقسيط للبيع، قبل أن يتطور الخلاف بين الجميع إلى تبادل العنف، مبرزا أن خصومه كانوا مدججين بسكين وقنينة زجاجية فارغة، وأن أحدهم عمد إلى تكسير العربة المذكورة.
وخلال عرض القضية على أنظار المحكمة، أحضر المتهم في حالة اعتقال، مؤازرا بدفاعه، موضحا أنه تشابك مع الضحية بالأيدي فقط، نافيا حيازته للسكين، فيما أكد الأخير مضمن شكايته، مصرحا أن الظنين حاول قتله، بعدما طعنه بالسلاح الأبيض متسببا له في جروح بالغة، وهي الجروح التي عاينت المحكمة آثارها وندوبها على جسم الضحية بعدما طلبت منه نزع قميصه. وبعدما التمس دفاع المطالب بالحق المدني الحكم لموكله بتعويض قدره مائة ألف درهم، تناول الكلمة ممثل النيابة العامة، الذي أكد في مرافعته أن نية المتهم كانت تتجه إلى تصفية الضحية جسديا لولا الألطاف الربانية، ملتمسا من المحكمة وهي تختلي للمداولة الرجوع إلى تعليل قاضي التحقيق، مع إنزال أقسى العقوبات في حق المتهم. ومن جهته، أوضح دفاع المتهم أن موكله أنكر المنسوب إليه في سائر مراحل البحث، ملتمسا له البراءة أساسا، واحتياطيا إعادة تكييف الفعل إلى جنحة الضرب والجرح، واحتياطيا جدا تمتيعه بأقصى ما يمكن من ظروف التخفيف كونه كان في حالة استفزاز، مع التصريح بعدم الاختصاص في الطلبات المدنية المقدمة في مواجهته.
يشار إلى أنه بعد تنقيط الموقوف بالناظم الآلي تبين أنه من ذوي السوابق الإجرامية من أجل الضرب والجرح بالسلاح الأبيض المفضيين إلى الموت دون نية إحداثه عام 1991، إذ قضى من أجلها عقوبة سالبة للحرية مدتها 13 سنة. ظل المتهم في حالة فرار، ونشرت في حقه مذكرة بحث على الصعيد الوطني، قبل أن تتمكن عناصر الدائرة الأولى لشرطة مكناس من إيقافه.
الكاتب : | هيئة التحرير |
المصدر : | جريدة الصباح |
التاريخ : | 2015-06-11 15:46:11 |